الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة على ركح مهرجان الحمامات : فايا يونان .. قصة حب ووطن وسلام

نشر في  31 جويلية 2018  (00:51)

كعروس بحر أطلّت بجمالها الهادئ الذي زاده فستانها الأبيض البسيط سحرا، لم يكن يفصلها عن جمهور الحمامات مساء السبت 28 جويلية سوى بضع خطوات ونسيم البحر ورغم ذلك حملت المشموم بيدها وغنت "بيناتنا في بحر يبقى البحر بيناتنا وبيناتنا موج البحر يجمع لنا حكاياتنا ... عم ناديك اسمعني، عم حاكيك افهمني، واذا موش قادر تفهمني بلكي منحكي موسيقى"، وحكت ابنة حلب الشهباء على مدى ساعتين موسيقى، وغرّدت بصوتها العذب للحب والسلام والجمال،  وبثت الفرح الممزوج بالوجع، وجع الوطن والحبيب، فلامس صوتها أرواح الحاضرين قبل أن يصل آذانهم .

ساعتان من الزمن رحل خلالهما جمهور الدورة 54 من مهرجان الحمامات الدولي، الى سوريا وفلسطين وكل البلدان التي دمرتها الحروب والارهاب .

فايا يونان ابنة ال26 عاما، المحملة بوجع وطنها سوريا، هذه الفنانة التي دفعتها الصدفة الى عالم الفن منذ سنوات قليلة، تمكنت من جعل الجمهور يحفظ أغانيها ويردّدها معها باتقان شديد، حكايتها انطلقت بشريط لم تتجاوز مدته 8 دقائق بعنوان "لبلادي"، ظهرت فيه صحبة شقيقتها ريحان لتسليط الضوء على الدمار الملّم بعدد من الدول العربية، شريط بسيط غنت فيه فايا وتكلمت فيه ريحان الصحفية، وماهي الا ساعات حتى تحوّلت الفنانة الهاوية الى نجمة ترسم جراح سوريا حيثما حلّت .

ودون تكلّف، خاطبت "فراشة المسارح" جمهورها قائلة "أحلى شيء أن نغنى الموسيقى مع بعضنا البعض على ضفاف بحر الحمامات"، واصفة حبه لها "بالعاصفة"، ليجيبها جمهور الحمامات بالورد والمشموم والزغاريد وكلمات الحب من هنا وهناك .

وبرفقة 7 موسيقيين ـ لا غير ـ  موزعين على مختلف الآلات، غنت فايا باحساس "فيروز" واندفاع "جوليا بطرس" العديد من الوصلات الجميلة على غرار "اسهر بعد اسهر", "شبابيك", "في الطريق اليك".

وكما تغنت ابنة حلب بالوطن، في "أحبّ يديك" التي تقول "أحب يديك.. أحب يديك وأكثر أكثر.. أحب بلادي", و"موطني" وشدت برائعة شاعر الوطن الراحل الصغير أولاد حمد " نحب البلاد"، وخاطبت  الحبيب  في "حبّ الأقوياء" قائلة "تعلم معي أن تكون قويا، فقد خلق الحب للأقوياء".

ولأنها واثقة من العودة يوما الى الديار ردّدت :"عيناك حلمي الذي سيكون..يداك تلوح إلى العائدين وتحمل خبزا إلى الجائعين".

فايا غنت كذلك التراث الشامي وغازلت "زنوبيا" ملكة تدمر، ولفيروز غنت "أمي نامت ع بكير" كما خاطبت جمهور الحمامات باللهجة التونسية "نحبكم برشة .. نحبكم علخر"، قبل أن تهديه أغنية لطفي بوشناق "ريتك ما نعرف وين": وتحت الياسمينة في الليل" للراحل الهادي الجويني . 

ولئن كان ما تقدمه فايا يونان هو ما يصحّ التعبير عنه بالسهل الممتنع، حيث قد لا نختلف ان قلنا ان هذه الفنانة تمتلك طاقة صوتية محدودة، لكنها وبصوتها الملائكي تخترق الأرواح راسمة دمعة وابتسامة  لتؤكد  «فايا يونان» من جديد أنها ستكون علامة بارزة في الغناء العربي الطربي الحديث المطعم بروح العصر. 

 سناء الماجري